responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 373


وأما أصل الكراث فمن خاصته أنه إذا طبخ اسفيذباجا بدهن القرطم أو بدهن لوز أو دهن سيرج ، هيج شهوة الجماع وأطلق البطن ونفع من القولنج العارض من الرطوبة الغليظة والبلغم اللزج . وأما بزر الكراث فإنه أقوى فعلا من ورقه وساقه كثيرا ، إلا أنه أشد يبسا . ولذلك صار إذا شرب منه وزن درخمين مع مثله حب الآس ، قطع الدم المنبعث من الصدر ، إلا أنه مضر بالحلق . وإذا قلي وشرب مع حرف [1] مقلي ، نفع من البواسير وعقل البطن وحلل الرياح العارضة في الأمعاء .
وأما الكراث الشامي المعروف بالقفلوط فحرارته ويبسه أقل من حرارة الكراث الريفي ويبسه ، لان حرارته في أول الدرجة الثالثة ، ويبسه في آخر الدرجة الثانية . ولذلك صار ملينا للبطن مدرا للبول والطمث ، وإن كان غذاؤه أيضا مذموما لان جوهره جوهر غليظ بطئ الانهضام مهيج للرياح والنفخ ، مضر بالمعدة والكلى المتقرحة والمثانة الكذلك ، ومولد للبخارات المظلمة للبصر المولدة للأحلام الرديئة المفزعة ، غير أن الكراث الريفي أخص بذلك منه لأنه أشد حرافة واحترافا وأقرب من توليد البخارات السوداوية .
وإذا أكل الشامي نيا ، كان أكثر لغذائه وأشد لاضراره بالكلى والمثانة . وإذا سلق بالماء العذب وغسل بالماء مرات ، كان أقل لغذائه وأضعف لاضراره بالكلى والمثانة . وإذا طيب بعد سلقه وغسله بالخل والمري والزيت والكمون ، أسخن المعدة والكلى وزاد في المني وحرك الباه . وإذا طبخ مع حسو الشعير ، نقى الصدر والرئة من الرطوبات الغليظة . وإذا دق جرمه وعمل منه ضماد وحمل على الرحم ، نفع من انضمامه وصلابته . وورقه إذا طبخ بماء البحر وبماء ملح وجلست المرأة في مائه ، فعل مثل ذلك أيضا ، لان من خاصة ورقه النفع من غلظ الأرحام وجشائها . وبزره أقوى فعلا من ورقه . وإذا شرب البزر أو تدخن به ، نفع من رياح البواسير .
ومن خاصة القفلوط في نفسه الاضرار بالحلق والأسنان وبالكلى المتقرحة والمثانة الكذلك ، وإن كان الكراث الريفي أسبق بذلك منه لقوة حرافته وتلذيعه .
* * * في الكراث البري وأما الكراث البري فقوته متوسطة بين قوة الكراث الريفي وقوة الثوم ، لأنه أشد حرافة وأكثر جفافا من الكراث الريفي . وهذا الحكم لازم لكل ما ينبت في الصخر والجبال على ما ينبت في البساتين والآجام . ولذلك قال جالينوس : ولو أن أحدا [2] توهم أن شيئا متوسطا بين قوة الكراث وقوة الثوم ،



[1] هو حب الرشاد : ويسمى الثفاء .
[2] في الأصل : أحد .

373

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست