responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 295


القول في الرمان أما الرمان فهو إلى الدواء أقرب منه إلى الغذاء ، لان الغذاء المتولد عنه ، وإن كان محمودا فاضلا ، فإنه يسير جدا لا مقدار له عند الطباع . ذلك لرقته ولطافته وسرعة انحلاله . ولذلك صار غذاؤه أقل من غذاء التفاح كثيرا ، لان له أربعة أجزاء هو مركب منها كلها قابضة : أحدها : قشره ، والثاني :
شحمه ، والثالث : رطوبته ، والرابع : حبه . وأكثرها قبضا حبه ، وأما مائيته فهي في الجملة بالقول المطلق باردة إلا أنها [1] تختلف في يبسها ورطوبتها وقوة بردها وقربها من الغذاء وبعدها منه على حسب طعم التفاح والسفرجل والكمثرى ، لان منه العفص ، ومنه القابض ، ومنه الحامض ، ومنه المز ، ومنه الحلو ومنه التفه . ولذلك قوامها يختلف على ضروب : لان منها الرقيق الكثير المائية ، ومنها الغليظ القليل المائية ، ومنها المتوسط بين ذلك . فما كان منها عفصا أو قابضا لم يكد أن يستعمل على سبيل الغذاء أصلا ، لأنه لا ينساغ للحاسة ولا تغلبه لخشونته وعفوصته وجفافه وقلة لذاذته . ولذلك صار هذا النوع من الرمان إذا قشر أعلاه بسكين ودق شحمه وحبه وعصر ماؤه وشرب بشراب أو ببعض الأشربة الملينة ، عصر أعلى المعدة وأحدر ما فيها من الرطوبات العفنة وبخاصة الرطوبات المرية [2] لأنه يفعل فيها فعل الإهليلج [3] الأصفر والعفص الطري . ثم يقوي المعدة من ذلك ويدفعها من غير أن يضر بعضها لان عفوصته لطيفة تفعل رويدا رويدا من غير عنف على الحاسة . ولهذه الجهة صار نافعا من الحميات المتطاولة المتولدة عن عفونة الأخلاط ومن الحكة والجرب المتولد عن عفونة البلغم المالح .
وأما الحامض فإنه وإن كان أقل غذاء من التفاح والسفرجل والكمثرى ، فإنه للطافة رطوبته ورقتها وقربها من قوام الماء ، صار ألذ طعما [4] وألطف وأعدل غذاء لأنه أغزر مائية وأرطب وأخف على



[1] في الأصل : ( بارد إلا أنه ) .
[2] نسبة إلى المرة الصفراء .
[3] الإهليلج والهليلج : ثمر أنواعه أربعة ، أجودها الأصفر ويمتاز بتسهيل المرة الصفراء .
[4] ( صعما ) مستدركة في الهامش .

295

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست