responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 277


في التوت التوت يكون على ضربين : لان منه ما هو بعد نئ فج شديد الحموضة ، ومنه ما قد نضج وكمل وصار حلوا أو مزا . فما كان فيه بعد فجاجة وحموضة فهو في طبيعته بارد يابس ، وله قوة قابضة مقوية للمعدة والمعاء جالية للطبيعة . ولذلك صارت هذه الثمرة إذا جففت ، كان منها دواء قوي لحبس البطن حبسا شديدا حتى أنه يصلح لقروح الأمعاء ولجميع العلل التي من جنس التحلب . وكثير من الناس من يسحقها ويخلطها مع الأطعمة كما يخلط السماق . وإن أحب ‹ إنسان › أن يشربها مع الماء ومع بعض الأشربة ، شربها . ومن خاصة هذه الثمرة أنها فيها [1] ولا سيما إذا طبخت بعقيد العنب أو بشئ من سكر . وما كان من التوت كامل النضج قد غلبت عليه الحلاوة ، نسبت حلاوته إلى الحرارة واللزوجة والرطوبة ، وإن كانت نسبته إلى البرودة أثبت لان رطوبته أكثر من حرارته وأظهر . ولذلك صار سريع الانحدار عن المعدة ملينا للبطن مدرا [2] للبول إلا أنه متى وافى في المعدة غذاء قد تقدمه [3] أو فضولا قد سبقته ، عاقها ذلك عن الانحدار بسرعة ، وطال لبثه في المعدة ولحقه الفساد من قرب وأضر بالمعدة والرأس . وإن لم يعقه عائق عن الانحدار من المعدة ، انهضم بسرعة وغذى غذاء يسيرا رطبا من غير تبريد للمعدة ولا تسكين لحرارتها .
ولذلك صار من الواجب ألا يؤخذ إلا على خلاء من المعدة من الغذاء ونقاء من الفضول وبخاصة الفضول الرطبة لأنه إن وافى في المعدة فضولا رطبة ، كان الفساد الذي ينتقل إليه فسادا لا يوصل إلى وصفه شبيها بما يتولد من القرع والبطيخ إذا لم ينهضم على ما ينبغي . إلا أن قوته غير مهيجة للقئ كتهييج البطيخ ولا مضرة بالمعدة كإضراره أيضا ، لان البطيخ أكثر إرخاء لعصب المعدة . والتوت إذا انهضم على ما ينبغي ولم يعقه عائق عن الانحدار ، طرق [4] لما تبعه من الطعام وسهل انحداره وأطلق البطن وأدر البول فكان أصلح لآكله ، لأنه على مثل هذه الحال لا يفسد ، وإن كان غذاؤه ‹ أقل › [5] فإن لم يفسد يسيرا ، كان سريع الانحلال من الأعضاء ، إلا أنه يرطب لا محالة من غير تبريد لان التبريد ليس هو من طبعه لحلاوته ، إلا أن يبرد بالماء الشديد البرد أو بالثلج ، فيستفيد برودة من الماء



[1] كذا في الأصل .
[2] في الأصل : مدر .
[3] في الأصل : تقدمته .
[4] طرق له : جعل له طريقا .
[5] لعل هذه الزيادة هي المرجوة .

277

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست