responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 266


في الشجرة المعروفة بالجميز ويسمى التين الأحمق الجميز شجرة عظيمة شبيهة بشجر التين العظام ، ولها لبن كثير ، ويثمر في السنة ثلاث [1] مرات أو أربع ، وثمرتها شبيهة بالتين الصغير المعروف بالشاهنجير [2] . وقال ديسقيريدس شبيهة بالتين البري لبزرها الذي في جوف ثمرتها من العظم والصلابة ما لبزر التين . وليس لثمرها حرافة ولا حدة ، لكن لها عذوبة يسيرة مع رطوبة شبيهة برطوبة التوت في اللزوجة . ولذلك صيرها قوم من المتطببين متوسطة بين التوت ‹ والتين › [3] ونسبوها إلى الحرارة والرطوبة في وسط الدرجة الأولى . وثمرتها في خروجها مخالفة لخروج الثمار ، لأنها ليس إنما تخرج من القضبان فقط كخروج سائر الثمار ، لكنها تخرج من جميع الأغصان وأصول الورق وأصل الشجرة في نفسها . وليس تنضج ثمرتها نضجا كاملا دون أن يشرط رأسها ويخنق ويقلع منه مقدار دون الترمسة ، ويدهن الشرط بزيت . وكثيرا ما يرتفق [4] بثمرتها في السنين الجدبة لوجودها في كل وقت إذ كانت تثمر في السنة مرات .
وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت في الابتداء بفارس ، وكان فيها مرارة ، وكان [5] من أكلها يموت حتى أنهم أقاموها مقام السم [6] القاتل من قرب . ثم إن قوما نقلوها إلى الإسكندرية فخرج منها ثمرة يتغذى بها كما يتغذى بالتين والتفاح والكمثرى [7] . وأما نحن فإنا شاهدنا من



[1] في الأصل : ثلاثة .
[2] قيل أنه التين الفج . وقيل أن الشاهنجير بالفارسية هو خير أنواع التين . ( جامع ابن البيطار ) .
[3] لعلها الإضافة الصحيحة لتمام المعنى .
[4] ارتفق بالشئ : انتفع .
[5] في الأصل : وكانت .
[6] في الأصل : السموم .
[7] في ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) : أن قول جالينوس هذا إنما هو من كلامه في شجرة اللبخ لا الجميز . وأن عالمين مشهورين وهما وهما فاحشا ، وتقولا على جالينوس ما لم يقله قط : إسحاق بن سليمان والتميمي الذي ذكر في كتابه ( المرشد لقوى الأدوية والأغذية ) في الجميز ما حرفه الإسرائيلي عن جالينوس حرفا بحرف ونسبه إلى نفسه ، فكان أمره أعجب . وقال ابن البيطار : ( قال الإسرائيلي في كتابه الموسوم بالأغذية بعد كلام قدمه في الجميز ما نصه : ( وحكى جالينوس عن قوم ذكروا . . . والكمثرى ) . فهذا الرجل وهم كما تراه على جالينوس وقال عنه ما لم يقل ، وإنما أتى عليه ذلك فيما أحسب في أنه نقل الكلام في الجميز من أغذية جالينوس من نسخة سقطت منها ترجمة الباب في اللبخ الذي أعقب به جالينوس كلامه في الجميز فاختلط عليه الكلام ، فأدخل اللبخ في الجميز . إلا أني مع ذلك أعجب من كونه لم ينقل كلامن . في اللبخ على ما هو عليه بل حرفه وزاد فيه ونقص على ما رأيت . فلو نقل من كتاب جالينوس نفسه لأورد كلامه في اللبخ على ما هو عليه ، وهذا مقام حيرة لا أدري ما أقول فيه ، إلا أنه حرف فيه وبدل من قول جالينوس ما لم يقل في الجميز واللبخ معا . أما الجميز فكون جالينوس لم يقل قط أنه كان سما . وأما اللبخ فكونه لم يورد فيه كلام جالينوس على ما هو عليه ) . إشارة هنا إلى أن ابن البيطار كان ذكر قبل قول جالينوس في اللبخ وفيه : ( . . ويحكى عنها أنها تبلغ من رداءة ثمرها في بلاد الفرس أنها تقتل من يأكلها . . ) .

266

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست