responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الآداب الطبية في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 206


ونريد أن نشير هنا : إلى أن هذه النصوص ناظرة إلى الكتمان الذي يكون من أجل الاعتماد على كرم الله سبحانه ، وألطافه ، ويعطي المريض دفعة روحية قوية ، تكون ثمرتها القرب من درجة المتوكلين ، التي هي من أعظم الدرجات . والتي يفوز من وصل إليها ، ويرتاح ويسعد من حصل عليها . .
وأكثر من ذلك ، فإن الإنسان يصير مقتنعاً تماماً بأن الله وحده هو الذي يملك النفع والضرر . وهو الشفاء ، ومنه الشفاء ، وبه الشفاء . وأن كل من سواه لا يستطيعون بدونه حيلة ، ولا يهتدون سبيلاً .
نعم . . يمكن أن يكونوا واسطة لإفاضة الخير من قبل الله تعالى ، مالك كل شيء وخالقه . .
ولعل إلى هذا يشير ما ورد في النصوص المتقدمة من التأكيد على لزوم كون الشكوى إلى الله سبحانه لا إلى غيره . .
فإن ذلك ليس إلا من أجل أن يمر هذا الإنسان بالتجربة الروحية التي تصهره في بوتقتها ، وتنفي كل خبث عنه ، وليخرج بعد ذلك طاهراً مطهراً نقياً . .
وما أحلى التجربة ، وما أنجحها وأنجعها في هذا الوقت الذي يشعر فيه الإنسان بالضعف وبالحاجة ، ويبقى ثلاثة أيام يعيش في الأجواء الإلهية ؛ مع الله الغني والقوي والمالك لكل شيء . . وتكون ظروفه الخاصة هذه ، وهذه الأجواء التي يعيشها سبباً في أن يخرج من مرضه هذا بروحية جديدة ، تؤثر على كل حالاته ، ومجمل سلوكه تأثيراً قوياً وبعيداً وشاملاً في أحيان كثيرة . ولربما يعادل الرُّقي الروحي والإنساني الذي يحصل عليه خلال ليلة واحدة فقط ما يحصل عليه من عبادة ستين سنة ، كما جاء في الرواية . .

206

نام کتاب : الآداب الطبية في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست