وفي معناه غيره . وعن علي ( عليه السلام ) : « شكر العالم على علمه أن يبذله لمن يستحقه » [1] . وفي البحار ج 2 روايات متعددة يستفاد منها هذا المعنى . وواضح أن من يسيء استعمال العلم ليس ممن يستحق العلم ، ولا هو من أهله ولعل من أظهر مصاديق هؤلاء العدو الغاشم ، فلا بد من الاحتياط منه وعدم اطلاعه لا على الأدوية ولا على أسرارها ؛ فعن علي ( عليه السلام ) : ثلاثة لا يستحى من الختم عليها : « المال فنفي التهمة ، والجوهر لنفاسته ، والدواء للاحتياط من العدو » [2] . وأما بالنسبة لغير العدو فقد قال علي بن العباس : إن على الطبيب أن « لا يجوز لهم الدواء الخطر ، ولا يصفه لهم ، ولا يدل المريض على أدوية كهذه ، ولا يتكلم عنها أمامه ، ولا يجوز لهم الأدوية المسقطة للجنين ، ولا يدل عليها أحداً » [3] . وما ذلك إلا لأن الطب لم يكن إلا لخدمة الإنسانية ، والتخفيف من آلامها ، فإذا أسيء استعماله ، وكان مضراً بالإنسان والإنسانية ، فإن الإنسانية تكون في غنى عنه ، وليست بحاجة إليه . وقد جاء في القسم المنسوب إلى أبقراط : « وأما الأشياء التي تضر بهم ، وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي ، ولا أعطي إذا طلب مني دواء قتالاً ، ولا أشير أيضاً بمثل هذه المشورة . وكذلك أيضاً لا أرى أن أدني
[1] البحار ج 2 ص 81 عن كنز الكراجكي وقصار الجمل ج 2 ص 60 . [2] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 289 . [3] تاريخ طب در إيران ج 2 ص 457 عن كتاب : كامل الصناعة الطبية المكي .