نام کتاب : هوامش على كتاب المرتضى لأبي الحسن الندوي الهندي ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 56
على أنّا لو سلّمنا صدور حديث الغدير من النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بسبب شيء من القضايا المزعومة ، فإنّ الحديث : « ألست أوْلى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » وقد نصَّ غير واحد من محقّقي القوم ، كالقاضي عبد الجبّار المعتزلي - في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير - بأنّ كلّ ذلك لو صحَّ وكان الخبر خارجاً عليه ، فلم يمنع من التعلّق بظاهره وما يقتضيه لفظه ، فيجب أن يكون الكلام في ذلك دون بيان السبب الذي وجوده كعدمه . قلت : وكيف يكون مانعاً عن التعلّق بظاهره وما يقتضيه لفظه ، والحال أنّ كبار الصحابة لم يعبأوا بالسبب ، وفهموا من الحديث ما هو ظاهر فيه ، فقال أبو بكر وعمر لعليٍّ : « بخ بخ . . . » [1] وقال حسان بن ثابت في معناه قصيدته المشهورة [2] ، واغتاظ بعضهم من مدلوله وسأل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع . . . [3] . [4] فلو كان كلام النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مناسبة خاصّة