نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 68
الحرية ، والقضاء على الديمقراطية ، هذا ، إلى الأمية المتفشية والأمراض المنتشرة ، والفقر الذي بلغ الغاية ، مع العلم أنه قد مضى على قيام دولة الوهابية أربعون سنة ، وأنها تسيطر على منابع البترول ، ومناجم الذهب وسائر المعادن ، وعلى الأرباح من الحجاج وغير الحجاج . . ولو أخذت السعودية بتعاليم الإسلام حقا ، وعملت بأحكامه لما وجد في أرضها مريض ولا جاهل ولا بائس ، ولعمت العدالة والحرية والرفاهية ، وكانت المثل الأعلى للحضارة والتقدم ، وكلنا يعلم أن الله سبحانه حين قيض للإسلام حكاما مخلصين التزموا بتعاليمه ، وساروا على هديه تغير مجرى التاريخ ، وخرج العالم من ظلمة الجهل والظلم إلى نور العلم والعدل ، وأعطى الإسلام بفضل القائمين عليه أصدق مثال ، وأبلغ حجة على أن الدين هو المصدر الأول لخير الإنسانية وسعادتها ، والعلاج الناجع لويلاتها وآلامها . وبكلمة أن الإسلام ثورة على الجمود والانحطاط ، والظلم والمحاباة ، والطمع والجشع ، فإذا ما سادت الأوضاع الفاسدة في بقعة من الأرض ، ورأى حكامها أنهم أولى الناس بالمال والجاه والسلطان تأكدنا أنه لا عين ولا أثر لمعنى الإسلام ، حتى ولو تستر ساداتها ومترفوها بمظاهره وشعائره ، تماما كما هي الحال في المملكة العربية السعودية ، حيث تتسرب الملايين إلى جيوب المسؤولين ، والشعب غارق في جهله ومرضه وفقره ، ولو كان الإسلام دين الدولة حقا ، ودستورها
68
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 68