responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 115


ولا قومه العرب وحدهم ، ولا الشرق فقط ، بل استهدفت البشرية بكاملها عربها وعجمها في كل زمان ومكان ، كما أنها لم تقف عند الحياة الروحية وحدودها ، أو المادية وقيودها ، أو عند جهة ، أو جهات معينة ، منهما ، بل هي شاملة كاملة ، تمتد إلى جميع الجهات بشتى أنواعها وألوانها في حياتنا هذه ، وفي الحياة الثانية ، بل تصدت إلى تحديد الكون في بدايته ونهايته . . وأن هذا الشمول برسالة محمد يستتبع بطبيعته أمرين يترتبان عليه قهرا :
الأول : أن محمدا رسول من عند الله ، إذ يستحيل على بشر أن يقوم بهذه المهمة ، أو يجرأ على ادعائها ، والتعرض لها من تلقائه ، وإن بلغ من العلم ما بلغ ، فضلا عن كونه أميا لا يقرأ ولا يكتب ، وإن جازف وخاطر وادعى مثل ذلك فمحال أن يكتب له النجاح ، ويترك أثرا محمودا . . إن هذه المهمة أو هذه الرسالة الشاملة الكاملة لا تكون ولن تكون إلا ممن أحاط بكل شئ علماء ومحال أن تحيا إلا إذا كان وراءها مدبر قدير ، وعناية إله خبير ، لذا أسند محمد رسالته إلى خالق كل شئ ، عليم بكل شئ ، لا إلى شخصيته وعقله وعبقريته ، وأعلن لمن كان ويكون أنه بشر يخضع لما تخضع له الناس ، ويفعل كما يفعلون ، وأنه لا يملك لنفسه نفا ولا ضرا ، سوى أنه رسول يوحى إليه ، وأنه لا يستطيع الاتصال بالله إلا أن يشاء الله .
الأمر الثاني الذي يدل عليه شمول هذه الرسالة هو أن

115

نام کتاب : هذي هي الوهابية نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست