نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 636
عالم ) وهو في أحاديثنا كثير ، ثم إن الكلام يعطي بصريحه أن المراد به شخص واحد على الحقيقة لا جماعة واحدهم هكذا ، ويعطي أيضا بالصريح أن ذلك الشخص مغترب غير معروف بين الناس ، وإذا كان مما لا يتم الإجماع بدونه عند الناس لزم أن يكون معروفا عندهم غير مجهول فلم يكن مغتربا البتة ، فأين إذن مصداق قوله عليه السلام ( مغترب ) الخ . وأما ما ذكره عن الفلاسفة من أن المراد بالحجة هو العارف عندهم ، فذاك مما لا يعرف ولا يلتفت إليه وهل يرضى عاقل أو يتصور فاهم أن يكون أراد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بحجة الله خليفة خلفاء أنبيائه مثل أبي نصر الفارابي [1] وأبي علي بن سينا [2] وأبي البركات البغدادي [3] وشهاب الدين يحيى السهروردي [4] وأشباههم من أكابر فلاسفة الإسلام الذين أكثر أقوالهم مخالفة لنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ؟ فهؤلاء هم العارفون بالفلسفة ، ولو كان مثل هؤلاء هو المقصود لما صدق قوله ( عليه
[1] الفارابي نسبة إلى فاراب التركية : أبو نصر محمد بن طرخان الحكيم المشهور ولد في فاراب ونشأ بها ثم انتقلت به الأسفار إلى بغداد وحلب ودمشق وتوفي بها سنة 339 ويلقب بالمعلم الثاني له كتب في الفلسفة والحكمة تخرج بها الحكماء كالرئيس أبي علي بن سينا وغيره . [2] ابن سينا أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الملقب بالشيخ والرئيس ولد في بخارى من مؤلفاته الإشارات والقانون توفي بهمدان سنة 458 . [3] المراد بأبي البركات كمال الدين بن عبد الرحمن سكن بغداد وكان من أئمة النحو ثم اعتزل الناس وانقطع للعبادة إلى أن توفي سنة 577 . [4] شهاب الدين السهروردي عمرو بن محمد بن عبد الله كان من أهل الرياضة والتصوف والعبادة وكان معاصرا للناصر العباسي ، أما يحيى السهروردي فهو يحيى بن حبش ولقبه بهاء الدين صاحب كتاب حكمة الاشراق اتهم بانحلال العقيدة فأفتى فقهاء حلب بقتله فقتل سنة 785 بأمر الملك الظاهر بن صلاح الدين وعمره ستة وثلاثون سنة والله العالم بحاله وإلى الله ترجع الأمور .
636
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 636