نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 635
مغلوبا مقهورا معطلة حدوده ، مضيعة أحكامه ، فيكون غريبا في الناس لا يعرف لاستيلاء أهل الضلالة على ذوي الهدى ، وغلبة الظلمة المغيرين لأحكام الشريعة الغراء ، والعالمين في الناس بالشهوات والأهواء فيغترب حينئذ الحجة الذي هو بقية حجج الله وخليفة خلائف أنبيائه ، فلا يعرف بشخصه ولا يدرى أين موضعه ، وهذا الكلام كما ترى صريح في وجود هذا الرجل واستتاره في زمان دولة أهل الجور والفساد ، وأنه حجة الله ، وخليفة الخلفاء وهو عين ما قلناه من أنه ختام الأئمة ، فإن بقية الحجج ، وخليفة الخلفاء آخرهم بلا خفاء . وأما ما ذكره ابن أبي الحديد عن الصوفية أن المراد به ولي الله ، فإن كان مرادهم به الإمام لأنه عندنا حجة الله ووليه على عباده لا ولي على العباد غيره فذلك قولنا ، وإن أرادوا به غير الإمام وهو القطب عندهم الذي تدور عليه الأوتاد والأبدال فذلك مما لا برهان عليه ولا دليل وهو من الخرافات التي أحدثها الصوفية بآرائهم وأهوائهم ، والحق أن القطب بالمعنى الذي ذكروه وهو الخليفة الذي نحن نعنيه لا قطب غيره ، فجعلهم إياه غيره من وساوس النفوس ، ولا يطلق لفظ الحجة في كلام أمير المؤمنين على الصوفي الكبير الذي سموه قطبا حاش لله . وأما ما نقله عن أصحابه أن المراد به العلماء الذي يتم الإجماع [1] وأن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يشير إلى صفات كل واحد منهم ، فبعيد ظاهر الفساد ، إذ من اليقين أنه لا يطلق لفظ الحجة والخليفة على غير الإمام العام في كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وأولاده ، وعلى المدعي إثبات ذلك ، نعم ورد في كلامهم إطلاق لفظ العالم على الإمام ، وهو عكس ما قاله المعتزلة كما ورد عنهم ( لا تخلوا الأرض من عالم ) ، و ( لا تكون إلا وفيها
[1] شرح نهج البلاغة 10 / 96 ونقله المؤلف ( رحمه الله ) ملخصا .
635
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 635