responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 550


لكن لم يكن عليه القتال مفروضا بعد موت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا وهو أمير متبع ورئيس مطاع ، ولم يجز أن يكلف بالقتال منفردا ، والسر في ذلك أنه لو قاتل وحده لكان السامع بأمره من الناس يجريه مجرى اللص المحارب أو المفسد المشاغب ولم يكن أحد يتوهم أنه مصيب في فعله ، ولا يذهب ذاهب إلى رشده في علمه ، مع اتفاق الصحابة على التقاعد عن نصرته ، وخلود جملتهم إلى خذلانه ، ولم يكن الله ليكلف وصي نبيه بما تتسرع العقول لأجله إلى الحكم بخطئه ، وتعجل الأفهام بسببه إلى نسبته لارتكاب ما لا يحل له ، بخلاف ما إذا نهض لجهاد القوم ومعه جماعة معروفون بالخير والصلاح من خيارا لصحابة يمنعون حوزته ، ويجالدون بين يديه ، فإن العقول تتسرع إلى اعتقاد إصابته الحق لقيام أولئك الرهط الأخيار دونه وبذلهم الجهد في طاعته وقتال مخالفه ، وينضاف إلى ذلك ما يعلمونه من قربه من الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما طرق أذانهم من أقواله الجميلة فيه ، فينشط إلى نصرته من يطلب الحق ، ويدنو من إجابته من يحب الصدق ، وأقل الأمور أن يكون الناس بين مصوب له وواقف متردد بين الأمرين ، إلا أن الأكثر يكونون على تصويبه كما جرى له في أيام خلافته ليسرع إلى نصرته من صوبه ، ويقف عن قتاله من تردد في أمره وهو ( عليه السلام ) طلب الناصر والمعين من ذوي السابقة فما أجابه إلا أربعة أو خمسة مما لا تحصل بهم الكفاية ويقتلون في أول المنازلة ، فكان يقول : ( لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضت القوم ) وهذا هو السر في عدم إصغائه إلى قول أبي سفيان بن حرب إذ عرض عليه نصرته لعلمه بأن الغرض لا يحصل بمثله ، وهذه الوجوه الثلاثة من جملة الأسرار التي لأجلها أوصاه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالكف والصبر حتى يجد أربعين رجلا فصاعدا لا أقل من الأربعين ، وتخصيص الأقل بالأربعين من الأسرار الغيبية لم أجد إلى معرفتها سبيلا إلا بالظن والتخمين ، فعلمه مردود إلى أهله ، فليس أمير المؤمنين

550

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست