نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 519
المعاشرة لعلي ( عليه السلام ) ما هو عليه من قوة الذين ، وما هو فيه من صحة اليقين ، فيعلم بذلك أن حبه لبني أبيه لا يكون له صارفا عن اتباع الحق ، ولا مقتضيا له للميل والهوى ، ولا داعيا للجور والحيف في شئ من الأحكام ، ودع ذا أليس قد علم من قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار ) وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وأدر الحق معه حيث ما دار ) [1] وقوله في قصة ما عز ( أما لو كان فيكم أبو الحسن ما أخطأتم ) [2] وأمثالها أن عليا لا يعدل عن الحق لقرابة ، ولا يميل للباطل لحب أحد ولا لبغض أحد ، فيكون إذن أجهل الناس حيث يجهل ما كان ظاهرا كلا بل علم ذلك وتيقنه ، وكيف لا وهو يقول لا بن عباس في حديث رواه ابن أبي الحديد ينساق مساق ما ذكرناه في المقام من الأخبار تركنا نقله بعد أن عاب عليا ( عليه السلام ) وانتقصه بالدعابة ، وجعلها مانعة من استحقاقه الإمامة وعاب غيره بما عابه قال : إن أحراهم إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك ، أما إن ولي الأمر حلمهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ، فانظر إلى التناقض في هذه الأقوال . ثم نجيب عن هذه الوجوه الثلاثة فنقول : إن الله حين أمر رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنصب علي خليفة من بعده كان عالما بحداثة سنه ، وانتقاض العرب عليه إذا ولي الأمر لو انتقضوا وبحبه بني عبد المطلب ، وهو أعلم بالصلاح والفساد ، فلو علم سبحانه بعدم صلاحيته للإمامة لتلك
[1] أما قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علي مع الحق والحق مع علي ) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 321 وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وأدر الحق معه حيث دار ) رواه الترمذي 2 / 298 والفخر الرازي في التفسير 1 / 205 . الخ . [2] شرح نهج البلاغة 6 / 327 و 12 / 52 .
519
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 519