نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 515
أولئك الأقوام ووعده أنه مع الحق حتى تمنى الشيخان تلك المنزلة وسألاها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فما أدركاها ، وقد مضى بيان ذلك ومن هذا فهم عمر سيقاتلون عليا ( عليه السلام ) فقال ما قال . وأما قضاء الإرب من الخلافة فإن كان يريد إرب الدنيا فليس لعلي ( عليه السلام ) في الدنيا من إرب ، وإن أراد عدم تمكنه من إقامة عمود الحق لمخالفة الفجرة أمره فليس ذلك بضائر في دينه ولا بناقص ليقينه ، والدبرة على الضالين المكذبين ظفروا أو ظفر بهم . وأما وعظه لابن عباس وهو يريد غيره فليته وعظ من خالف نص الرسول على علي كما اعترف به . ومنها ما رواه عن أبي بكر الأنباري في أماليه : إن عليا ( عليه السلام ) جلس إلى عمر في المسجد وعنده قوم فلما قام عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب ، فقال عمر : حق لمثله أن يتيه ، والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وهو بعد اقضي الأمة وذو سابقتها وذو شرفها ، فقال له ذلك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟ قال : كرهناه على حداثة السن وحبه بني عبد المطلب [1] . قلت وما رواه ابن أبي الحديد من طرق العامة مما يعطي هذا المعنى كثير فلنقتصر على ذكر ما أوردناه لحصول الكفاية . ثم الآن نتكلم على جملة أخبار هذا الوجه بكلام عام فنقول لمنكري النص من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي ( عليه السلام ) : قد اشتملت هذه الأخبار على الإقرار بالنص تارة على علي ( عليه السلام ) وبأنه أولى الناس بهذا الأمر وأحقهم به أخرى ، وثالثة على أنه مظلوم والمظلوم لا