نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 513
ذلك يا عبد الله ثم يبين الصبح لذي عينين ، وتعلم العرب صحة رأي المهاجرين الأولين الذين صرفوها عنه بادئ بدء ، فليتني أراكم بعدي يا عبد الله ، إن الحرص محرمة وإن دنياك كظلك كلما هممت به ازداد عنك بعدا . قال ابن أبي الحديد : نقلت هذا الخبر من أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب [1] . قلت : وقد أعرب هذا عما في قلبه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى رام إبطال عباداته بنسبتها إلى الرياء ليحط قدره ، ويزيل من القلوب منزلته ، ويسقط منها رتبته ، ومع ذلك فقد أقر بالنص من الرسول على علي ( عليه السلام ) حيث أنه اعترف بدعوى ابن عباس أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد رشح عليا ( عليه السلام ) للخلافة ، والترشيح للشئ التأهيل له وهو تعيينه لها ، وذلك النص ، بأنها قد صرفت عنه بعد نص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليه ، وأن أهل العقل والرأي الصحيح يعدونه محروما مجذوذا من حقه ، ولم ينكر من ذلك شيئا وذهب يتعلل في مخالفة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما لم يزل يتعلل به من صغر السن وخوف العرب ، وما أدري ما يقول ابن أبي الحديد ومن على شاكلته إذا سئلوا أهم أعرف بالمصالح وكمال الناس أم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث أهل عليا ( عليه السلام ) للخلافة وهو صغير السن ، أفيقولون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهله بغير أمر الله فأخطأ وأنهم أصابوا حيث صرفوا الأمر إلى من هو أكبر منه سنا ، أم يقولون إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يعلم سن علي ( عليه السلام ) ؟ أفليس في قوله هذا تصريح بأنهم خالفوا نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي