نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 471
إلى غير ذلك مما لا يسع المقام نقله وهو مذكور في كتاب خصمنا وغيره ، فأنى تنتقض العرب على هذا لولا ما جرى عليه ، وقد صرح هو ( عليه السلام ) بهذا المعنى وبنينه فيما - رواه ابن أبي الحديد عن عوانة عن يزيد بن جرير عن الشعبي عن شقيق بن سلمة أن عليا ( عليه السلام ) لما انصرف إلى رحله بعد مبايعة عبد الرحمن لعثمان قال لبني أبيه : ( يا بني عبد المطلب إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كعداوتهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حياته ، وإن يطع قومكم لا تؤمروا أبدا ، ووالله لا ينيب هؤلاء إلى الحق إلا بالسيف ) وعبد الله بن عمر داخل عليهم قد سمع الكلام كله فدخل وقال : يا أبا الحسن أتريد أن تضرب بعضهم ببعض فقال : ( اسكت ويحك لولا أبوك وما ركب مني قديما وحديثا ما نازعني ابن عفان ولا ابن عوف ) [1] ، الخبر وهو مصرح بما قلناه أن جرأة المتأخرين عليه إنما كانت بسبب الرجلين السابقين وما فعلاه من إخراجه عن مقامه وسترهما فضائله ومزاياه ، ولولا جرأتهما عليه وتقدمهما قبله لم يخالفه أحد من الناس ، ولا جسر على مقامه واحد من المسلمين ، ولا رام التقدم عليه في الأمر ابن حرة أبدا وقد تقدم قبل هذا من كلام معاوية في كتابه جوابا لمحمد بن أبي بكر ( رحمه الله ) ما يصرح بهذا المعنى ، وبعد فهل رأيت أحدا من العرب خالفه حين بويع من تلقاء نفسه بدون تسويل أحد من الصحابة وإملائهم لهم ، وتزيينهم لهم فرقته ومخالفته حتى يخالفه من تلقاء نفسه لو ولى الأمر عفوا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، هؤلاء أهل البصرة قد انقادوا إلى طاعته ورضوا ببيعته ، وأطاعوا عما له ، ونفذت فيهم أحكامه وأوامره ونواهيه ، ولم يسخط أحد إمارته ، ولا