responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 463


ولا تلوون على أحد ، ألستم أصحابي يوم كذا ؟ ) يقرعهم بذلك ويبكتهم [1] وإظهاره الغضب حين أراد أن يكتب الكتاب في رزية يوم الخميس فقال من قال : إنه ليهجر وقوله : ( قوموا عني فإنه لا ينبغي عند نبي تنازع ) [2] وقوله لسعد بن أبي وقاص : ( ثكلتك أمك إنما تنصرون بضعفائكم ) وهكذا كان يردعهم بالكلام الغليظ ويعفو عما زاد عليه ، والسر في ذلك ألا يتوهم الناس أنه ملك جبار لا نبي حليم متواضع ، ولو كان نبيا لما قتل قوما دعاهم إلى دينه فأجابوه وانتصر بهم على عدوه بمجرد زلة أو خطيئة أو مخالفة له في حكم ، وهذا ليس من خلق الأنبياء بل من خلق الأنبياء التأني وغفران الزلة وتوضيح الحكم عند المخالفة ، وليس من خلقهم قتل أصحابهم في مثل ذلك ، فإن موسى قال له قومه : [ أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ] وهذا الكلام فيه تشاؤم من موسى ( عليه السلام ) وتضجر فأجابهم بما قصه الله تعالى : [ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ] [3] الآية وقالوا له : [ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ] [4] حين مروا بعد خروجهم من البحر بقوم يعبدون شجرة ، فأجابهم [ إنكم قوم تجهلون ] وهذه من أعظم الجرائم لأنهم أرادوا منه أن يصيرهم مشركين وقالوا له : [ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ] [5] بعد امتناعهم عن دخول الأرض المقدسة ، وقولهم : [ لن ندخلها أبدا ما داموا فيها ] [6] وغير ذلك ومع هذه المخالفات العظيمة من بني إسرائيل لموسى ( عليه السلام ) مما قصه الله في القرآن لم



[1] أنفه عمر ( رضي الله عنه ) من الصلح رواها عامة المحدثين وأرباب السير نذكر منهم البخاري في صحيحة 2 / 81 ومسلم 5 / 175 كتاب الجهاد والسير النص والاجتهاد ص 170
[2] تقدم تخريجه .
[3] الأعراف : 129 .
[4] الأعراف : 138 .
[5] المائدة : 24 .
[6] المائدة : 24 .

463

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست