نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 459
إذا تأمله الفطن الأريب وجده خارجا من مكنون بغض عظيم ، وبارزا من مخزون حقد جسيم ، وعلم أنه ناش من لهب نار حسد قديم ، ومتولد من أصل وجد مقيم فكان الأمر كما قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي . وإذا أراد الله نشر فضيلة * يوما أتاح لها لسان حسود [1] وقد صح من هذه الجملة أن القوم ما كانوا يتقيدون بنصوص النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيما يخالف أغراضهم ، ولا يعتنون بها فيما يضاد مطالبهم ، ولا يقدمون من قدمه ويؤخرون من أخره ولا يفضلون من فضله ، ويسودون من سوده ، بل يقدمون من أحبوا تقديمه ويفضلون من شاؤوا تفضيله ، ويؤخرون من أحبوا تأخيره ويذمون من مدحه الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كل ذلك برأي منهم ، وميل من نفوسهم ، لا بدليل شرعي ، ولا بحكم إلهي والسبب في ذلك أنهم كانوا يؤثرون اتباع أهوائهم على أوامر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونواهيه ، ويقدمون طاعة شهواتهم على طاعته وترك معاصيه ، ويجعلون قضاء أوطارهم أولى من استماع دعوته وإجابة مناديه ، خصوصا في عترته وذوي قرابته ومواليه ، فاندفع الايراد ، وثبت المراد ، وهذا كله يرشد المتأمل إلى الحكم بصحة ما قيل : إن في القوم من لم يدخلوا في دين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخول إيمان ويقين ، ولم يتبعوه لطلب مرضاة الله ، وإنما كان ذلك لأغراض دنيوية ، ومقاصد نفسية ، ولذا تراهم لا يلتفتون من أقواله إلى ما لا يوافق آراءهم ، ولا يطابق مشتهاهم ، بل يجعلون أمره كأمر واحد منهم فيرتكبون خلافه بغير تجرح ولا تأثم ، وقد أفصح بذلك القرآن الكريم والفرقان العظيم حيث يقول تعالى : [ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا