responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 37


قبيحا لعلمه بوجوده وعدم معرفته بعينه وتصوره أن إنكاره فعل القبيح لا ينفعه إذا ظهر ذلك الحاكم لاطلاعه عليه بخلاف ما إذا علم خلو القرية منه ولم يبق إلا علمه بإمكان وجوده فيما بعد فإنه لا يرتدع عن القبيح لذلك لتمكنه من الانكار عند وجود ذلك الحاكم وهذا ظاهر عند العقلاء فاللطف يحصل بما فرضناه دون ما فرضه للفرق الظاهر بين الحالين .
الثالث : إن ما ذكره لا يتمشى على قواعدهم لأن نصب الإمام عندهم ليس من الله بل من المكلفين فلا إمام على قولهم يترقب نصبه من الله فلا لطف حاصل بالمرة ، وقد علم من هذا أن اللطف منحصر في وجود الإمام وأن العلم بإمكان إيجاده لا يقوم مقام وجوده فثبت أن وجوده لطف فهو واجب في حكمة الله ووضح سلامة الدليل من الخدش فيه ، كل هذا مع ما في كلامه من التدافع فإنه فيما مر عليك من قوله أبطل لطفية الإمام بخوف المكلف منه في أداء الطاعة فمقتضى كلامه هناك أن الإمام لا يكون لطفا إذا كان متمكنا من ردع العاصين ومعاقبة الجانين فيكون لطفية مشروطة بعدم تصرفه ثم هو هنا يقول أن الإمام لا يكون لطفا إلا إذا كان متصرفا قاهرا زاجرا عن القبيح ، فما جعله هنا شرطا في كون الإمام لطفا جعل ضده هناك شرطا في ذلك ، وهذا تناقض واضح فيكفي في بطلان قوليه تضادهما وتنافيهما .
الثالث [1] : من أدلتنا أنه لا شك أن الله تعالى أنظر لخلقه منهم لأنفسهم وارأف بهم وأرحم بهم منهم على أنفسهم ، وليس من نظر الله لهم ورأفته عليهم ورحمته بهم أن يتركهم هملا ويهملهم سدى كالغنم لا راعي لها بل مقتضى الرحمة والرأفة بهم يوجب في حكمة الله أن ينصب لهم من يقيم أودهم [2] ويجمع كلمتهم ويهتدون إلى سبيل النجاة بضياء علمه وينزجرون



[1] أي من الأدلة على أن نصب الإمام واجب على الله تعالى لطفا منه .
[2] الأود بالتحريك : الاعوجاج .

37

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست