responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 363


الأنبياء سالكا ، ولمنهاجهم متبعا ، وكانت حاله كحال إبراهيم ( عليه السلام ) إلى آخر ما قال [1] ، ولقد أجاد وأتى من فضل أمير المؤمنين ببعض ما يجب أن يقال فيه ، ومن ألطف الأشياء وأطرفها معتزلي يقول في علي هذا القول حتى يبلغ به إلى مساواته لإبراهيم الخليل ، وهذا من عظيم نعمة الله على أمير المؤمنين بأن أظهر فضله على لسان كل ناطق من أهل ولايته وأهل ولاية غيره ، وهذه الأفعال كلها مشيرة إلى تقديم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) على جميع الصحابة من الأقارب والأجانب ، فهو المخصوص بالتعظيم والتفخيم والمقصود بالرئاسة والتقديم ، مع ما يضاف إلى ذلك من مواقفه المشهودة ومشاهده المحمودة ، افترى يحق مقام الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لغيره ؟ وهل تظن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يحل محله سواه ؟ كلا ورب الراقصات [2] إن هذا ما لا يذهب إليه وهم عاقل لبيب ولا يظنه فطن أريب .
وأما الأقوال المشيرة إلى إمامة أمير المؤمنين :
فمنها : ما رواه ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل في مسنده وأحمد البيهقي في صحيحه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه ، وإلى آدم في علمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطنته ، وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ) [3] وهذا الحديث دال بظاهره على أفضلية علي ( عليه السلام ) على



[1] نفس المصدر 13 / 249 .
[2] الراقصات : الإبل ومنه قول الناصر العباسي : قسما بمكة والحطيم وزمزم * والراقصات ومشيهن إلى منى بغض الوصي علامه بين الورى * كتبت على جبهات أولاد الزنا من لم يوالي في البرية حيدرا * سيان عند الله صلى أم زنى
[3] هذا الحديث يعرف بحديث الأشباه وما ذكره المؤلف رحمه الله هنا منقول عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 / 168 ، ونضيف إلى ذلك أن هذا الحديث مشهور بين المحدثين ورواة الأخبار على اختلاف في بعض الألفاظ ففي كفاية الطالب للكنجي ص 45 ( وإلى نوح في حكمته ) ورواية المحب في الرياض 2 / 218 ( وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى في بطشه ) والمظنون أن " بطشه " أقرب وفي نزهة المجالس للصفوري 2 / 240 ( وإلى محمد في بهائه ) ولأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبيد الله المصري المعروف بالمفجع قصيدة تعرف بالأشباه لاشتمالها على هذا الحديث كما في معجم الأدباء للحموي 17 / 200 .

363

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست