responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 126


قول ذلك العالم الثقة المجرب ، ونجزم بتوجه العقل إلى تجهيله في ذلك ولومه وعذله على ترجيحه خبر ذلك الجاهل على خبر ذلك المطلع الثقة وتفويته حاجته لذلك ، وهذا أمر وجداني لا شك فيه ، وما ذاك إلا لما ارتكز في العقول السليمة من قبح تقديم المفضول على الأفضل ولزوم العكس ، وأيضا إن المقطوع به من سيرة الناس في الأعصار والأمصار من المسلمين والكفار استقباح تقديم أهل الغباوة والحمق في جميع الأمور التي لها شأن وخطر على ذوي الفطنة والذكاء ، وتقديم المتهورين على ذوي الآراء السديدة في المشورة وإجالة الرأي في عقد أو حل ، وتقديم من ليس كاملا ومتقنا في الصناعات والحرف على أولى الكمال والاتقان فيها ، وما ذاك إلا لاستقباح العقول تأخير الأفضل وتقديم المفضول ، فيثبت ذلك في الشرع إذ لا تخالف بين العقل والشرع في المعلومات والمعتزلة يسلمون ذلك فيثبت المطلوب .
الثاني النقل من الكتاب والسنة فمن الكتاب قوله تعالى [ وكونوا مع الصادقين ] [1] فأوجب الكون مع الصادق ، ولا يتم إلا بترك الكون مع غير الصادق مع فرض اختلافهما فتكون الآية نصا في وجوب تقديم الأفضل على المفضول ، وقوله تعالى [ أفمن يهدي للحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ] [2] وهذه الآية صريحة في أن الهادي إلى الحق بعلمه أحق بالاتباع ممن يحتاج في الاهتداء إلى من يهديه والأحق بالشئ من ليس لغيره فيه حق معه فالآية ناصة كالأولى على وجوب اتباع الأفضل وترك المفضول ، وحاثة على ذلك بأشد ما يكون من الحث ، ومهددة على المخالفة كما هو صريح قوله تعالى [ فما لكم كيف تحكمون ] فثبت من صريحها وجوب تقديم الأفضل على المفضول على أن ابن أبي الحديد قد



[1] التوبة 119 .
[2] يونس : 35 .

126

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست