نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 371
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن هذه المواساة عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( وما يمنعه وهو مني وأنا منه ) فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : ( وأنا منكما ) فانظر إلى هذا المقام وعظم هذا المرام بحيث أن الملائكة الكرام عجبت من صبره وبلائه ومواساته النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك الموقف المهول الذي ذهلت فيه العقول ، وأن جبرئيل سيد الملائكة يطلب الإضافة إليه كما يطلب ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويعد ذلك من جملة مفاخره وقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( هو مني وأنا منه ) أليس في هذا كله ما يدل أو يشير إلى أن عليا هو المستحق لمقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأولى به دون كل أحد [1] . ومنها ما في الخبر المذكور أيضا قال وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ( عليه السلام ) فسئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنه فقال ( هذا جبرئيل ) [2] فانظر أيضا إلى هذه المنقبة الجليلة التي لا يشك من سمعها أن عليا هو المخصوص بعناية الله بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والمستحق لمنزلته دون غيره من الصحابة ، وكيف يتوهم رشيد أن الرجل الذي كان بالأمس نوه الله بذكره ، وأمر الملائكة أن تعلن بمدحه لمشاركته الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في صعاب الأمور ، وخوضه دونه غمرات الحروب والذي لا فتى في نصرة الدين وجهاد المشركين وإعزاز الإسلام وحماية الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وطاعة الله مثله ، ولا سيف في كل ذلك كسيفه ، والمخصوص من الرسول ( صلى الله عليه وآله