responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب نویسنده : سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 75


الأيمان الظاهر الذي تجري عليه الأحكام في الدنيا لا يستلزم الأيمان في الباطن ، وإن المنافقين الذين قالوا : { آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } [1] هم في الظاهر مؤمنون ، يصلون مع المسلمين ، ويناكحونهم ، ويوارثونهم - كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم بحكم الكفار المظهرين الكفر ، لا في مناكحتهم ولا في موارثتهم ، ولا نحو ذلك .
بل ، لما مات عبد الله بن أبي - وهو من أشهر الناس في النفاق - ورثه عبد الله ابنه - وهو من خيار المؤمنين - وكذلك سائر من يموت منهم ، يرثه ورثته المؤمنون ، وإذا مات لهم وارث ورثوه مع المسلمين ، وإن علم أنه منافق في الباطن .
وكذلك كانوا في الحدود والحقوق كسائر المسلمين ، وكانوا يغزون مع النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنهم من هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، ومع هذا ففي الظاهر تجري عليهم أحكام أهل الإيمان .
إلى أن قال : ودماؤهم وأموالهم معصومة ، لا يستحل منهم ما يستحل من الكفار ، والذين يظهرون أنهم مؤمنون ، بل يظهرون الكفر دون الأيمان .
فإنه صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم ، وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله .
ولما قال لأسامة : أقتلته - بعد أن قال : ( لا إله إلا الله ) ؟ - قال : فقلت : إنما قالها تعوذا .
قال : هل شققت عن قلبه ؟



[1] البقرة : 8 .

75

نام کتاب : فصل الخطاب نویسنده : سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست