أهل السنة ، حتى مع معرفة الحق والمعاندة ، قال : كفره محل اجتهاد ! - كما تقدم كلامه قريبا - . وأيضا الجهمية ، ذكرهم بأقبح الأوصاف ، وذكر أن شركهم شرك فرعون ، وأنهم معطلة ، وأن المشركين أقل شركا منهم ، وضرب لهم مثلا في ( النونية ) وغيرها من كتبه ، كالصواعق وغيرها . وكذلك المعتزلة ، كيف وصفهم بأكبر القبائح ، وأقسم أن قولهم وأحزابهم من أهل البدع لا تبقي من الأيمان حبة خردل ، فلما تكلم على تكفيرهم في ( النونية ) لم يكفرهم ، بل فصل في موضع منها ، كما فصل في الطرق - كما مر - . وموضع آخر فيه عن أهل السنة - مخاطبة لهؤلاء المبتدعة الذين أقسم أن قولهم لا يبقي من الإيمان حبة خردل - يقال : واشهدوا علينا بأنا لا نكفركم بما معكم من الكفران ، إذ أنتم - أهل الجهالة - عندنا لستم أولي كفر ولا إيمان . ويأتي إن شاء الله تعالى لهذا مزيد من كلام الشيخ تقي الدين ، وحكاية إجماع السلف ، وأن التكفير هو قول أهل البدع من الخوارج ، والمعتزلة ، والرافضة ! ! وقال أبو العباس بن تيمية رحمه الله - في كلام له - في ( الفرقان ) : ودخل أهل الكلام المنتسبين إلى الإسلام من المعتزلة ونحوهم في بعض مقالة الصابئة ، والمشركين ممن لم يهتد بهدي الله الذي أرسل به رسله من أهل الكلام والجدل ، صاروا يريدون أن يأخذوا مأخذهم - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : لتأخذن مأخذ من كان قبلكم - الحديث الصحيح . إلى أن قال : إن هؤلاء المتكلمين أكثر حقا ، وأتبع للأدلة ، لما تنورت به قلوبهم من نور القرآن والإسلام ، وإن كانوا قد ضلوا في كثير مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فوافقوا أولئك على أن الله لا يتكلم ولا تكلم ، كما وافقوهم على أنه لا علم له ، ولا قدرة ، ولا صفة من الصفات . إلى أن قال : فلما رأو أن الرسل متفقة على أن الله متكلم ، والقرآن من أثبات