فإن قلتم : كفرناهم لأنهم مشركون بالله ، والذي منهم ما أشرك بالله لم يكفر من أشرك بالله ، لأن الله سبحانه قال : { إن الله لا يغفر أن يشرك به } [1] . . . الآية ، وما في معناها من الآيات ، وأن أهل العلم قد عدوا في المكفرات من أشرك بالله . قلنا : حق ، الآيات حق ، وكلام أهل العلم حق . ولكن أهل العلم قالوا في تفسير ( أشرك بالله ) : أي ادعى أن لله شريكا ، كقول المشركين : { هؤلاء شركاؤنا } [2] ، وقوله تعالى : { وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء } ( 3 ) ، { إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } ( 4 ) ، { أجعل الآلهة إلها واحدا } ( 5 ) . إلى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه ، ورسوله ، وأهل العلم . [ آراء وأهواء مخالفته لإجماع الأمة ] ولكن هذه التفاصيل التي تفصلون من عندكم أن من فعل كذا فهو مشرك ، وتخرجونه من الإسلام . من أين لكم هذا التفصيل ؟ أإستنبطتم ذلك بمفاهيمكم ؟ فقد تقدم لكم من إجماع الأمة أنه لا يجوز لمثلكم الاستنباط ! ! ألكم في ذلك قدوة من إجماع ؟ أو تقليد من يجوز تقليده ؟