بل يوجب على الناس الأخذ بقوله ، وبمفهومه ، ومن خالفه فهو عنده كافر [1] . هذا ، وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا - والله - عشر واحدة . ومع ، هذا فراج كلامه على كثير من الجهال . فإنا لله وإنا إليه راجعون . الأمة كلها تصيح بلسان واحد ، ومع هذا لا يرد لهم في كلمة ، بل كلهم كفار أو جهال ، اللهم اهد الضال ورده إلى الحق . [ الدين هو السلام بإظهار الشهادتين ] فنقول : قال الله عز وجل : { إن الدين عند الله الإسلام } [2] . وقال تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } [3] . وقال تعالى : { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } [4] . وفي الآية الأخرى : { فإخوانكم في الدين } [5] . قال ابن عباس : حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة . وقال أيضا : لا تكونوا كالخوارج ، تأولوا آيات القرآن في أهل القبلة ، وإنما أنزلت في أهل الكتاب والمشركين ، فجهلوا علمها ، فسفكوا بها الدماء ، وانتهكوا
[1] يعني بذلك - والله أعلم - أخاه محمد بن عبد الوهاب ، وتكفيره لمن خالفه من المسلمين أمر قد اشتهر عنه وتواتر ، وذكره غير المصنف أيضا ، فما يقول الوهابيون ؟ . [2] آل عمران : 19 . [3] آل عمران : 85 . [4] التوبة : 5 . [5] الأحزاب : 5 .