responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 318


والمعلم والمجاهد ولهذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم قرين الذي أتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها فهو أحد المحسودين اللذين لا ثالث لهما والجهلة يغبطون المنقطع المتخلي المقصور النفع على نفسه ويجعلونه أولى بالحسد من الغنى المنفق والعالم المعلم .
فان قيل : فأيهما أفضل من يختار الغنى المتصدق والانفاق في وجوه البر أم من يختار الفقر والتقلل ليبعد عن الفتنة ويسلم من الآفة ويرفه قلبه على الاستعداد للآخرة فلا يشغله بالدنيا أم من لا يختار لا هذا ولا ذاك بل يختار ما اختاره الله له فلا يعين باختياره واحداً من الأمرين ؟ .
قيل : هذا موضع اختلف فيه حال السلف الصالح فمنهم من اختار المال للجهاد به والانفاق وصرفه في وجوه البر كعبد الرحمن بن عوف وغيره من مياسير الصحابة وكان قيس بن سعد يقول : اللهم اني من عبادك الذين لا يصلحهم إلا الغني ومنهم من اختار الفقر والتقلل كأبي ذر وجماعة من الصحابة معه وهؤلاء نظروا إلى آفات الدنيا وخشوا الفتنة بها وأولئك نظروا إلى مصالح الانفاق وثمراته العاجلة والآجلة والفرقة الثالثة لم تختر شيئاً بل كان اختيارها ما اختاره الله لها .
وكذلك اختيار طول البقاء في الدنيا لإقامة دين الله وعبادته فطائفة اختارته وتمنته وطائفة أحب الموت ولقاء الله والراحة من الدنيا وطائفة ثالثة لم تختر هذا ولا ذاك بل اختارت ما يختاره الله لها وكان اختيارهم معلقاً بما يريده الله دون مراد معين منهم وهي حال الصديق رضي الله عنه فإنهم قالوا له في مرض موته : ألا ندعو لك الطبيب فقال : قد رآني فقالوا : فماذا قال لك قال : قال اني فعال لما أريد .

318

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست