responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 307


بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : هذا القاتل فما بال المقتول قال : إنه أراد قتل صاحبه ) فاستويا في دخول النار وهذا لا يلزم استواؤهما في الدرجة ومقدار العذاب ، فاعط ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلخ حقها ونزلها منازلها يتبين لك المراد .
يوضح هذا أن فقراء المهاجرين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال : أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحداً أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا : بلى يا رسول الله قال : تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمع اخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فلو كانوا يلحقون بهم في مقدار الأجر بمجرد النية لقال لهم : أنووا أن تفعلوا مثل فعلهم فتنالوا مثل أجرهم فلما أعاضهم عن ما فاتهم من ثواب الصدقة والعتق والحج والاعتمار بما يحصل نظيره بالذكر علم أن الأغنياء قد فضلوهم بالانفاق فلما شاركوهم في الذكر بقيت مزية الانفاق فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الامتياز لم يزل وأنهم قد ساوونا في الذكر كما ساوونا الصوم والصلاة فأخبرهم أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فلو كان لهم سبيل إلى مساواتهم من كل وجه بالنية والقول لدلهم عليها .
قالت الفقراء : هذا الحديث حجة لنا إذا فهم على الحقيقة وذلك أن معناه : أنهم وإن كانوا قد ساووكم في الايمان والاسلام والصلاة والصيام ثم فضلوكم

307

نام کتاب : عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست