نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 383
قال : فينطلق به جبرئيل ، فيخر ساجدا قدر جمعة ، ثم يقول الله : ( يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ) . قال : فيرفع رأسه ، فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى ، فيقول الله : ( يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ) . قال : فيذهب ليقع ساجدا ، فيأخذ جبرئيل عليه السلام بضبعيه ، فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر قط ، قال فيقول : ( أي رب ، جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، ولا فخر ، حتى أنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة ) [1] . وهذا الحديث يشير إلى أمر عظيم مما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمه في ذلك اليوم ، لا يحيط به إلا الله تعالى ومن أعلمه إياه ، وأن ما اشتمل عليه حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنه وغيرهما من التفاصيل ، جزء يسير مما علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أحوال يوم القيامة ، أعاننا الله تعالى عليه . والظاهر أن هذه السجدة الأولى المذكورة في هذه الرواية ، لم تذكر في حديث أنس وأبي هريرة ، ويكون المراد في حديث أنس وأبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم في مقام الشفاعة أربع مرات ، والمذكور هنا تفصيل المرة الأولى منها . وجاءت أحاديث أخر فيها بعض أحوال يوم القيامة أيضا : منها حديث عن حذيفة بن اليمان وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يجمع الله الناس ، فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة . فيقول : لست بصاحب ذلك ، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ) .