نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 375
وسائر الأنبياء ، والملائكة ، وإخوانهم من المؤمنين ( ثم يخرج الله تعالى كل من قال : لا إله إلا الله ) كما جاء في الحديث [1] ، ولا يبقى فيها إلا الكافرون . وهذه الشفاعة ، والشفاعة الأولى العظمى : تواترت الأحاديث بهما ، واختصاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعظمى كما سبق . وأما هذه فقد جاء فيها شفاعة الملائكة ، والأنبياء ، والمؤمنين ، وأن الله تعالى بعد ذلك يخرج برحمته من قال : لا إله إلا الله . وفيه أقوال سنذكرها ، أحسنها أنه من قال من غير هذه الأمة ( لا إله إلا الله ) ولم يشمله شفاعة أنبيائهم وغيرهم من الشافعين . أما هذه الأمة فكلها يخرج بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن وقع في بعضهم شفاعة لإخوانهم من المؤمنين ، فهي في طي شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أشرنا إليه فيما سبق . وإذا ثبت ذلك ، فاختصاصه صلى الله عليه وآله وسلم من هذا النوع بإخراج عموم أمته حتى لا يبقى منهم أحد ، وهذا هو الموافق لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) [2] . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) رواه مسلم من طرق ، وروى البخاري طرفا منه [3] .
[1] أخرج الترمذي في السنن ( 4 / 111 ) وانظر : المغني لابن قدامة ( 2 / 301 ) متفق على هذه الأحاديث . [2] أخرجه أحمد في المسند ( 3 / 213 ) وسنن أبي داود ( 2 / 421 ) وسنن ابن ماجة ( 2 / 1441 ) ح ( 4310 ) ، والترمذي ( 4 / 45 ) ح ( 2552 ) وبعده ومستدرك الحاكم ( 1 / 69 و 382 ) والسنن الكبرى للبيهقي ( 8 / 17 ) . [3] صحيح مسلم ( 1 / 131 ) ، صحيح البخاري قوله ( ولكل نبي دعوة ) في ( 7 / 144 ) . ومسند أحمد ( 2 / 275 و 426 ) .
375
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 375