responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 372


آخرهم حقيقة .
إذا عرفت ذلك ، فلا شك أن زمرة تدخل الجنة بغير حساب ، وهم بالصفة المذكورة في الحديث ، وقد دخل فيهم عكاشة رضي الله عنه بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
والظاهر أن كل من حصلت له الصفة المذكورة في الحديث استحق هذا الجزاء ، لكن دخولهم الجنة متوقف على شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا شفع أذن الله له بإدخالهم من الباب الأيمن ، كما هو ظاهر الحديث ، فإنه جعل ( كونهم لا حساب عليهم ) وصفا ثابتا لهم .
ويحتمل أن ذلك الجزاء إنما يستحقونه بشرط الشفاعة وإن اشتملوا على الصفات المذكورة ، لكن لم يدل دليل على هذا .
وأعني بالحديث المذكور قوله تعالى : ( أدخل الجنة من لا حساب عليه ) .
وأما أن شخصا لا يتصف بالصفة المذكورة في الحديث ، ويكون ممن يستحق الحساب ، فهل يشفع فيه حتى يدخل الجنة بغير حساب ، أو لا ؟
لفظ الحديث لا يدل على ذلك بنفي ولا إثبات .
وظاهر قوله : ( سبعون ألفا ) أنهم لا يزيدون على ذلك ، وأنهم كلهم بالصفة المذكورة .
وهل من الأمم السابقة من غير الأنبياء من يدخل الجنة بغير حساب ؟
لم يرد فيه شئ بنفي ولا إثبات .
وقال أبو طالب عقيل بن عطية رحمه الله : الظاهر أن فيهم من هو كذلك .
قلت : وعلى كل من التقادير المفروضة ، فالخصوصية ثابتة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم في إدخال أول زمرة من أمته الجنة بشفاعته ، فإن شفاعته المذكورة تكون في أول مقام الشفاعة قبل أن تجعل الشفاعة لغيره ، ويترتب عليها الأذن في إدخال الزمرة المذكورة ، وهي أول من يدخل الجنة كما سيأتي .

372

نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست