نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 365
ممكن فهو إما متحيز ، وإما حال في المتحيز ، والفلاسفة يثبتونه ، وهو أشرف الممكنات عندهم ، لأنه لا يحتاج إلا إلى موجوده فقط . ولكل من المتكلمين والفلاسفة على نفيه وإثباته أدلة ليست بالقوية ، والآية الكريمة ليس فيها دليل لهم ، كما عرف في التفسير . وظواهر الشريعة تقتضي أن الروح متحيزة ، فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( يحضر الملائكة ، فإذا كان الرجل صالحا قالوا : أخرجي أيتها النفس المطمئنة ، كنت في الجسد الطيب ، أخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب راض غير غضبان ، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء ، فتفتح لها ، فيقال : من هذا ؟ فيقولون : فلان بن فلان . فيقال : مرحبا بالنفس المطمئنة ، كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب راض غير غضبان . فلا يزال يقال لها هذا حتى تنتهي ) يعني إلى عليين [1] . ووردت أحاديث كثيرة بمعنى هذا ، والقرآن يشهد له ، قال تعالى : * ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) * الآية . وقال تعالى : * ( لا تفتح لهم أبواب السماء ) * جاء أنها الأنفس الخبيثة . وقد يقال : إن الإشارة بذلك إلى الروح الحيواني ، ولعل الروح الحيواني الموجود في الإنسان يبقى بعد الموت ، وينتقل إلى عليين أو سجين ، والله سبحانه وتعالى أعلم .