نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 358
فقال : ( وعليك ) . فقال : ( يا رسول الله ، أدنو منك ؟ ) . قال : ( ادنه ) فدنا دنوة . فقلنا : ما رأينا كاليوم قط رجلا أحسن ثوبا ولا أطيب ريحا ولا أحسن وجها ولا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم قال : ( يا رسول الله ، أدنو منك ؟ ) . قال : ( نعم ) . فدنا دنوة ، فقلنا مثل مقالتنا . ثم قال له في الثالثة : ( أدنو منك يا رسول الله ؟ ) . قال : ( نعم ) وذكر حديث جبرئيل ، وسؤاله عن الإسلام . فانظر تعظيم جبرئيل ، وأدبه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك ملك الموت ، وغير ذلك من الأحاديث التي لا تحصر ، والكتاب العزيز ، وإجماع المسلمين . ولا شك أن من قال : ( لا يزار ، ولا يسافر لزيارته ، أو لا يستغاث به ) . بعيد من الأدب معه ، نسأل الله تعالى العافية . وقد روى القاضي إسماعيل في ( أحكام القرآن ) عن محمد بن عبيد ، ثنا محمد ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : أن رجلا قال : لو قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتزوجت فلانة ، فأنزل الله تعالى : * ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) * [1] . قال معمر : وبلغني أن طلحة قال : لو قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتزوجت عائشة . فانظر محافظة القرآن العزيز على حفظه ، وصونه عما يؤذيه في حياته وبعد مماته ، وهذا معلوم من الدين بالضرورة ، وإشعار الآية الكريمة بأن نكاحهن بعد