responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 317


يجيب إليه .
والثاني : أن يكون ذلك من باب قوله : ( ما أنا حملتكم ، ولكن الله حملكم ) أي أنا وإن استغيث بي ، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى ، وكثيرا ما تجئ السنة بنحو هذا من بيان حقيقة الأمر ، ويجئ القرآن بإضافة الفعل إلى مكتسبه ، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لن يدخل أحدا منكم الجنة عمله ) مع قوله تعالى : * ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) * .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا . . . ) .
فسلك الأدب في نسبة الهداية إلى الله تعالى ، وقد قال تعالى : * ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ) * فنسب الهداية إليهم ، وذلك على سبيل الكسب ، ومن هذا قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : * ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) * .
وأما قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ) فالأحسن أن يكون المراد به التسلية ، والحمل عن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عدم إسلام عمه أبي طالب ! ! ! فكأنه قد قيل : ( أنت وفيت بما عليك ، وليس عليك خلق هدايته ، لأن ذلك ليس إليك ، فلا تذهب نفسك عليه ) .
وبالجملة : إطلاق لفظ ( الاستغاثة ) بالنسبة لمن يحصل منه غوث - إما خلقا وإيجادا ، وإما تسببا وكسبا - أمر معلوم لا شك فيه لغة وشرعا ، ولا فرق بينه وبين السؤال ، فتعين تأويل الحديث المذكور .
وقد قيل : إن في البخاري في حديث الشفاعة يوم القيامة [1] : فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ، ثم بموسى ، ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو حجة في إطلاق لفظ ( الاستغاثة ) .
ولكن ذلك لا يحتاج إليه ، لأن معنى ( الاستغاثة ) و ( السؤال ) واحد سواء عبر



[1] صحيح البخاري ( 4 / 113 ) و ( 5 / 228 ) ومفصلا في ( 8 / 201 ) .

317

نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست