نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 313
[ التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسببه ] النوع الثالث من التوسل : أن يطلب منه ذلك الأمر المقصود بمعنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قادر على التسبب فيه بسؤاله ربه وشفاعته إليه . فيعود إلى النوع الثاني في المعنى وإن كانت العبارة مختلفة . ومن هذا قول القائل للنبي صلى الله عليه وسلم : أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) . والآثار في ذلك كثيرة أيضا . ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك إلا كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببا وشافعا ، وكذلك جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن ورد على حسب السؤال . كما روينا في ( دلائل النبوة ) [1] للبيهقي بالإسناد إلى عثمان بن أبي العاص قال : شكوت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوء حفظي للقرآن ، فقال : ( شيطان يقال : خنزب ، ادن مني يا عثمان ) . ثم وضع يده على صدري ، فوجدت بردها بين كتفي ، وقال : ( اخرج يا شيطان من صدر عثمان ) . قال : فما سمعت بعد ذلك شيئا إلا حفظته . فانظر أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج للشيطان ، للعلم بأن ذلك بإذن الله تعالى وخلقه وتيسيره . وليس المراد نسبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الخلق والاستقلال بالأفعال ! ! هذا لا يقصده مسلم ، فصرف الكلام إليه ومنعه ، من باب التلبيس في الدين ، والتشويش على عوام الموحدين .
[1] دلائل النبوة للبيهقي ( 5 / 307 ) باب تعليم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن أبي العاص .
313
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 313