نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 281
ينبغي أن يتردد فيه . وقوله : ( إن أكثر العلماء قالوا : يستقبله عند السلام خاصة ) . التقييد بقوله : ( خاصة ) يطلب بنقله ؟ بل مقتضى كلام أكثر العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة : الاستقبال عند السلام والدعاء . وذكر النقل في استقبال القبلة عن أبي حنيفة رحمه الله ليس في المشهور من كتب الحنفية ، بل غالب كتبهم ساكتة عن ذلك . وقد قدمنا [1] عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال : جاء أيوب السختياني فدنا من قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستدبر القبلة ، وأقبل بوجهه إلى القبر . وقال إبراهيم الحربي في مناسكه : تولي ظهرك القبلة ، وتستقبل وسطه ، يعني القبر ، ذكره الآجري عنه في كتاب الشريعة [2] ، وذكر السلام والدعاء . قوله : ( ولم يقل أحد من الأئمة : أنه يستقبل القبر عند الدعاء ، إلا في حكاية مكذوبة تروى عن مالك ، ومذهبه بخلافها ) . أما إنكاره ذلك عن أحد من الأئمة : فقد قدمنا [3] عن أبي عبد الله السامري الحنبلي صاحب كتاب ( المستوعب في مذهب أحمد ) أنه قال : يجعل القبر تلقاء وجهه ، والقبلة خلف ظهره ، والمنبر عن يساره ، وذكر كيفية السلام والدعاء إلى آخره . وظاهر ذلك أنه يستقبل القبلة في السلام والدعاء جميعا . وهكذا أصحابنا وغيرهم ، إطلاق كلامهم يقتضي أنه لا فرق في استقبال القبر