نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 273
هذا من البهت الصريح ، وقد قدمنا من فعل ذلك من الصحابة والتابعين ، ومن استحبه من علماء المسلمين وأئمتهم ، فجحد ذلك مباهتة . ثم قوله : ( قالوا ) وجعله ذلك على لسان غيره ، إن كان مراده به أن يخلص من تبعته عند المخالفة ، فليس ذلك من دأب العلماء . ثم هو مطلوب بنقل هذا القول برمته عن المتقدمين الذين نسبه إليهم ، أو عن بعضهم ! ثم نسبة ذلك إلى غيره لا تخلصه ، لأنه إنما حكاه حكاية من يرتضيه وينتصر له ، ويفتي به العوام ، ويغريهم على اعتقاده ، ولا يفرق العامي الذي يسمع هذه الفتيا بين أن يذكره عن نفسه ، أو حاكيا عن غيره . وقوله : ( وهذا مما ذكره أبو عبد الله بن بطة في ( إبانته الصغرى ) . قلنا : قد ذكرنا عن ابن بطة في الإبانة ما يخالف هذا في حق قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ورأيت من يذكر أن لابن بطة إبانتين ، وأن الذي نقله ابن تيمية رحمه الله من الصغرى ، والذي نقلناه من الكبرى ، فإن صح ذلك ، وصح ما نقله ابن بطة في الصغرى ، فيحمل على غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفيقا بين الكلامين . وإن قال ابن بطة خلاف ذلك ، لم يلتفت إليه . وقد ذكر الخطيب ابن بطة في ( تأريخ بغداد ) [1] وحكى كلام المحدثين فيه من جهة دعوى سماع ما لم يسمع ، وقول أبي القاسم الأزهري فيه : إنه ضعيف ، ضعيف ، ضعيف ، ليس بحجة . وذكر عنه ، عن البغوي ، عن مصعب ، عن مالك ، عن الزهري ، عن أنس ،