responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 195


وفي ( السير الكبير ) [1] لمحمد بن الحسن تصنيف شمس الأئمة السرخسي الحنفي : أنها جاءت من المدينة حاجة أو معتمرة ، فزارت قبره .
وقال في قولها : ( لو شهدتك ما زرتك ) إنما قالت ذلك لإظهار التأسف عليه حين مات في الغربة ، ولإظهار عذرها في زيارته ، فإن ظاهر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لعن الله زوارات القبور ) يمنع النساء من زيارة القبور .
قال : والحديث وإن كان متأولا ، فلحشمة ظاهرة قالت ما قالت ، انتهى .
ومقصودنا : أن زيارة ما عدا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما يثاب الشخص على فعله ، وقد يتأكد بحسب بعض الأحوال ، فزيارة القريب آكد من غيره ، وتطلب لمعنى فيه مختص به ، وهو القرابة ، وزيارة غير القريب أيضا مستحبة ، للاعتبار والترحم والدعاء ، وذلك عام في كل المسلمين ، وسيأتي من نصوص المالكية في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم جملة أخرى في الباب السابع [2] .
وإذا زار قبرا معينا ، يكون مؤديا للسنة بما تضمنه من زيارة جنس القبور ، ولا نقول : إن زيارة ذلك القبر المعين بخصوصه سنة ، حتى يرد فيها فضل خاص ، أو نعرف صلاحه ، فإن زيارة جميع الصالحين قربة ، كما يقولون : إن الصلاة في المسجد مطلوبة ، ولا نقول : الصلاة في مسجد بعينه مطلوبة ، إلا في الثلاثة التي شهد الشرع بها ، ويقوم ما هو الأفضل منها ، كالمسجد الحرام عن غيره .
وإذا ظهر لك تنظير زيارة القبور بإتيان المساجد ، فمتى كان المقصود بالزيارة تذكر الموت ، لا يشرع فيها قصد قبر بعينه ، وإن صح عن أحد من العلماء أنه يمنع من شد الرحال إلى زيارة القبور - كما نقل عن ابن عقيل ، وكما وقع في ( شرح مسلم ) - فليحمل على هذا القسم .



[1] السير الكبير ( 1 / 236 ) رقم 303 باب الشهيد ما يصنع به ؟
[2] سيأتي في ص 231 .

195

نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست