نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 184
[ وأما الاجماع ] [1] وأما الاجماع : فقد حكاه القاضي عياض ، على ما سبق في الباب الرابع [2] . وأعلم : أن العلماء مجمعون على أنه يستحب للرجال زيارة القبور ، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها ، للحديث المذكور . وممن حكى إجماع المسلمين على الاستحباب أبو زكريا النووي . وقد رأيت في ( مصنف ابن أبي شيبة ) [3] عن الشعبي قال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن زيارة القبور ، لزرت قبر بنتي . وهذا إن صح ، يحمل على أن الشعبي لم يبلغه الناسخ ، مع أن الشعبي لم يصرح بقول له ، ومثل هذا لا يقدح . وكذلك رأيت فيه : عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون زيارة القبور [4] . وهذا لم يثبت عندنا ، ولم يبين إبراهيم الكراهة عمن ؟ ولا كيف هي ؟ فقد تكون محمولة على نوع من الزيارة مكروهة .
[1] لم يتمكن المتعصب العنيد من دفع الاجماع على مشروعية الزيارة ، وقول علماء الإسلام بها ، إلا بقوله في الصارم المنكي ( ص 330 ) : إن الاجماع المذكور في هذه المسألة غير محقق ، وإن كان قول من خالف الجمهور ضعيفا ! ! وشيخ الإسلام ( ؟ ! ) لم يذهب إلى هذا القول المخالف لقول الجمهور ، وإنما حكاه غيره . أقول : ومن المعلوم أن مخالفة الضعيف لا يؤثر في الاجماع وتحققه ، وإلا كان كل قول واحتمال ، ممن هب ودب ، مؤثرا في نقض الاجماع ، فلم ينعقد إجماع على شئ ! ! [2] سبق ص 155 . [3] المصنف لابن أبي شيبة ( 3 / 226 ) كتاب الجنائز ( 9 ) الباب ( 146 ) من كره زيارة القبور ح ( 11 ) . [4] المصنف لابن أبي شيبة ( الموضع والباب ) ح ( 9 ) .
184
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 184