نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 170
قلت : قال القاضي عياض : قد اختلف في معنى ذلك : فقيل : كراهية الاسم ، لما ورد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لعن الله زوارات القبور ) . وهذه يرده قوله : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) وقوله : ( من زار قبري . . . ) فقد أطلق اسم ( الزيارة ) . وقيل : لأن ذلك ما قيل : ( إن الزائر أفضل من المزور ) . وهذا أيضا ليس بشئ ، إذ ليس كل زائر بهذه الصفة ، وليس عموما ، وقد ورد في حديث أهل الجنة : ( لزيارتهم لربهم ) ، ولم يمنع هذا اللفظ في حقه . والأولى عندي : أن منعه وكراهة مالك له ، لإضافته إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه لو قال : ( زرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكرهه ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبيه بفعل أولئك ، قطعا للذريعة ، وحسما للباب ، والله أعلم . هذا كلام القاضي [1] ، وما اختاره يشكل عليه قوله : ( من زار قبري ) فقد أضاف الزيارة إلى القبر ، إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ مالكا ، فحينئذ يحسن ما قاله القاضي في الاعتذار عنه ، لا في إثبات هذا الحكم في نفس الأمر . ولعله يقول : إن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا محذور فيه ، والمحذور إنما هو في قول غيره . وقد قال عبد الحق [ الصقلي ] ، عن أبي عمران المالكي : إنه قال : إنما كره مالك أن يقال : ( زرنا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن الزيارة من شاء فعلها ، ومن شاء تركها ، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة - . قال عبد الحق : يعني من السنن الواجبة ، ينبغي أن لا تذكر الزيارة فيه ، كما
[1] الشفاء للقاضي بن عياض ( 2 / 195 - 197 ) فصل ( 9 ) .
170
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 170