نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 162
ويدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يفعل عند وداع البيت . وفي كتاب ( النوادر ) لابن أبي زيد - بعد أن حكى في زيارة القبور من كلام ابن حبيب ، وعن المجموعة عن مالك ، ومن كلام ابن القرظي - ثم قال عقيبه : ويأتي قبور الشهداء بأحد ويسلم عليهم ، كما يسلم على قبره صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ضجيعيه . وفيه أيضا من كلام ابن حبيب : ويدل على التسليم على أهل القبور ما جاء من السنة في التسليم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر مقبورين . وقال أبو الوليد محمد بن رشد المالكي في شرح ( العينية ) المسمى بكتاب ( البيان والتحصيل ) [1] في كتاب الجامع ، في سلام الذي يمر بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وسئل عن المار بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أترى أن يسلم كلما مر ؟ قال : نعم ، أرى ذلك عليه أن يسلم عليه إذا مر به ، وقد أكثر الناس من ذلك ، فأما إذا لم يمر به فلا أرى ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . فقد أكثر الناس من هذا ، فإذا لم يمر عليه فهو في سعة من ذلك . قال : وسئل عن الغريب يأتي قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم ؟ فقال : ما هذا من الأمر ، ولكن إذا أراد الخروج . قال محمد بن رشد : المعنى في هذا ، أنه يلزمه أن يسلم عليه كلما مر به متى ما مر ، وليس عليه أن يمر به ليسلم عليه إلا للوداع عند الخروج ، ويكره له أن يكثر المرور به ، والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه ، لئلا يجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، لقوله : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور