نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 393
ففيه إشارة إلى أن الذي يتوجه إلى الأنبياء ويخاطبهم بسؤال الشفاعة ، هم المؤمنون وإن كان الغم والكرب قد عم جميع الناس من الكفار ، والمؤمنين ، الأولين ، والآخرين ، واختصاص المؤمنين بسؤال الأنبياء مناسب لأمرين : أحدهما : ما لهم من الصلة بهم بالإيمان . والثاني : أنه يحصل لهم بإراحتهم من ذلك المكان خير ، والكفار ينتقلون إلى ما هو أشد عليهم . فهذه الشفاعة العظمى وإن ترتب عليها فصل القضاء لعموم الناس ، فليس الكفار مقصودين بها ، قال تعالى : * ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) * . وقال تعالى حكاية عنهم : * ( فما لنا من شافعين ) * . وقد قيل : إن جميع الناس يسألون ، مؤمنهم ، وكافرهم . فصل [ التوسل بالأنبياء ] وفي التجاء الناس إلى الأنبياء في ذلك اليوم ، أدل دليل على التوسل بهم في الدنيا والآخرة ، وأن كل مذنب يتوسل إلى الله عز وجل بمن هو أقرب إليه منه . وهذا لم ينكره أحد ، وقد قدمنا طرفا من ذلك في باب الاستغاثة ، ولا فرق بين أن يسمى ذلك ( تشفعا ) أو ( توسلا ) أو ( استغاثة ) . وليس ذلك من باب تقرب المشركين إلى الله تعالى بعبادة غيره ، فإن ذلك كفر ، والمسلمون إذا توسلوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بغيره من الأنبياء والصالحين ، لم يعبدوهم ، ولا أخرجهم ذلك عن توحيدهم لله تعالى ، وأنه هو المتفرد بالنفع والضرر ، وإذا جاز ذلك جاز قول القائل : ( أسأل الله تعالى برسوله ) لأنه سائل الله تعالى ، لا لغيره .
393
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 393