نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 211
خروجه إلى البقيع ، كما هو ثابت في الصحيح ، وقد ذكرته في الباب السابع من هذا الكتاب [1] . وخروجه صلى الله عليه وآله وسلم لقبور الشهداء روى أبو داود في سننه [2] عن طلحة بن عبيد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نريد قبور الشهداء ، حتى إذا أشرفنا على حرة وأقم ، فلما تدلينا منها فإذا قبور مجنبة [3] ، قال قلنا : يا رسول الله ، أقبور إخواننا هذه ؟ قال : ( قبور أصحابنا ) . فلما جئنا قبور الشهداء قال : ( هذه قبور إخواننا ) . وإذا ثبت مشروعية الانتقال إلى قبر غيره ، فقبره صلى الله عليه وآله وسلم أولى . الرابع : الاجماع : لإطباق السلف والخلف ، فإن الناس لم يزالوا في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارته صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من يفعل ذلك قبل الحج ، هكذا شاهدناه ، وشاهده من قبلنا ، وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة ، كما ذكرناه في الباب الثالث ، وذلك أمر لا يرتاب فيه ، وكلهم يقصدون ذلك ، ويعرجون إليه وإن لم يكن طريقهم ، ويقطعون فيه مسافة بعيدة ، وينفقون فيه الأموال ، ويبذلون فيه المهج ، معتقدين أن ذلك قربة وطاعة . وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على ممر السنين - وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم - يستحيل أن يكون خطأ ، وكلهم
[1] الباب السابع ، لاحظ ص 243 . [2] سنن أبي داود ( 2 / 218 ) ح 2043 كتاب المناسك ، باب زيارة القبور وفيه : يريد ، بدل : نريد . [3] في ( ه ) : بمحنية .
211
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 211