responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 212


يفعلون ذلك على وجه التقرب به إلى الله عز وجل .
ومن تأخر عنه من المسلمين فإنما يتأخر بعجز ، أو تعويق المقادير ، مع تأسفه عليه ، ووده لو تيسر له .
ومن ادعى أن هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ ، فهو المخطئ .
فإن قلت : إن هذا ليس مما يسلمه الخصم ، لجواز أن يكون سفرهم ضم فيه قصد عبادة أخرى إلى الزيارة ، بل هو الظاهر ، كما ذكر كثير من المصنفين في المناسك : أنه ينبغي أن ينوي مع زيارته التقرب بالتوجه إلى مسجده صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة فيه .
والخصم ما أنكر أصل الزيارة ، إنما أراد أن يبين كيفية الزيارة المستحبة ، وهي أن تضم إليها قصد المسجد ، كما قاله غيره .
قلت : أما المنازعة فيما يقصده الناس [1] ، فمن أنصف من نفسه ، وعرف ما الناس عليه ، علم أنهم إنما يقصدون بسفرهم الزيارة من حين يعرجون إلى طريق المدينة ، ولا يخطر غير الزيارة من القربات إلا ببال قليل منهم ، ثم مع ذلك : هو مغمور بالنسبة إلى الزيارة في حق هذا القليل ، وغرضهم الأعظم هو الزيارة ، حتى لو لم يكن ربما لم يسافروا ، ولهذا قل القاصدون إلى بيت المقدس مع تيسر إتيانه وإن كان في الصلاة فيه من الفضل ما قد عرف .
فالمقصود الأعظم في المدينة الزيارة ، كما أن المقصود الأعظم في مكة الحج أو العمرة ، وهو المقصود - أو معظم المقصود - من التوجه إليها .
وإنكار هذا : مكابرة ، ودعوى كون هذا الظاهر أشد .
وصاحب هذا السؤال إن شك في نفسه ، فليسأل كل من توجه إلى المدينة ، ما



[1] لاحظ تدخل ابن تيمية في تحميله أغراضه ومقاصده ، على الناس ، واتهامهم بها ، والرد على ذلك . ص 258 ، 260 و 277 .

212

نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست