نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 177
[ حديث : لا تجعلوا بيتي عيدا ] وأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تجعلوا قبري عيدا ) فرواه أبو داود السجستاني [1] ، وفي سنده عبد الله بن نافع الصائغ ، روى له الأربعة ومسلم . قال البخاري : تعرف حفظه وتنكر . وقال أحمد بن حنبل : لم يكن صاحب حديث ، كان ضعيفا فيه ، ولم يكن في الحديث بذاك . وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالحافظ ، هو لين تعرف حفظه وتنكر . ووثقه يحيى بن معين ، وقال أبو زرعة : لا بأس به . وقال ابن عدي : روى عن مالك غرائب ، وهو في رواياته مستقيم الحديث [2] . فإن لم يثبت هذا الحديث فلا كلام ، وإن ثبت - وهو الأقرب - فقال الشيخ زكي الدين المنذري : يحتمل أن يكون المراد به الحث على كثرة زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات ، كالعيد الذي لا يأتي في العام إلا مرتين . قال : ويؤيد هذا التأويل ما جاء في الحديث نفسه : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ) أي لا تتركوا الصلاة في بيوتكم حتى تجعلوها كالقبور التي لا يصلى فيها . قلت : ويحتمل أن يكون المراد لا تتخذوا له وقتا مخصوصا لا تكون الزيارة إلا فيه ، كما ترى كثيرا من المشاهد ، لزيارتها يوم معين كالعيد ، وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم ليس فيها يوم بعينه ، بل أي يوم كان .
[1] سنن أبي داود ( 1 / 453 ) ح 2042 ، باب زيارة القبور . [2] الكامل لابن عدي .
177
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 177