نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 173
القديمة المعتمد عليها . وسياقة حكاية أشهب عن مالك ترشد إلى المراد ، وأن مالكا رحمه الله إنما كره اللفظ ، كما كرهه في طواف الوداع . أفترى يتوهم مسلم أو عاقل أن مالكا كره طواف الوداع ؟ ! وانظر في آخر كلام مالك ، كيف اقتضى أنه يقف ويدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يقف ويدعو عند الكعبة في طواف الوداع . فأي دليل أبين من هذا في أن إتيان قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والوقوف والدعاء عنده من الأمور المعلومة ، التي لم تزل قبل مالك وبعده ؟ ! ولو عرف مالك رحمه الله أن أحدا يتوهم عليه ذلك من هذا اللفظ ، لما نطق به ! ولا لوم على مالك ، فإن لفظه لا إبهام فيه ، وإنما يتلبس على جاهل أو متجاهل ! [1] . [ عدم كراهة ذلك هو الحق ] والمختار عندنا أنه لا يكره إطلاق هذا اللفظ أيضا ، لقوله : ( من زار قبري ) وقد تقدم الاعتذار عن مالك فيه . ولا يرد عليه قوله : ( زوروا القبور ) لأن زيارة قبور غير الأنبياء لينفعهم ويصلهم بها وبالدعاء والاستغفار . ولهذا قال : قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمان المالكي المعروف
[1] ليلاحظ القارئ الكريم كيف تصبح كلمة مالك وحبه وكراهته محطا لاهتمام هؤلاء الناس وكشف مراده ، ويحتج بها السلفية كأنه وحي منزل ، وتهاجم الأكداس من الأحاديث والآثار المروية في الكتب والمذكورة في الأحكام والمؤلفات ، التي يعتمدها المؤلفون والرواة وكلها تنادي بصراحة ( زيارة القبر ) واستحبابها وكونها المقصود للزائر ، فضلا عن إطلاق لفظ الزيارة ؟ ! ! ؟ مع عمل الأمة سلفا وخلفا على القيام بها ؟ !
173
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 173