نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 84
السماوات والأرض من أمر الشّفاعة وغيرها ، فإليه يرجع شفاعة من يشفع بإذنه لرجوع كلّ الأُمور إليه ، فهذه بالصراحة تدلّ عَلى غلطيّة قولهم : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، وفي صحّة شفاعة من يكون له وجاهة عنده وقرب لديه ؛ لعلمه وعقله ، وتصريح بأنّ شفاعته أيضاً شفاعة راجعة إلى الله ، لرجوع كل أمر إليه ، فالآية دليل لنا لا علينا . وأمّا الاستدلال بقوله تعالى ( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ) ( 1 ) فشئ لا ينكره أحد من المستشفعين بالأنبياء والأولياء ؛ فإنّهم معتقدون بأنّهم ( عليهم السلام ) بأمره تعالى يعملون ، وبحكمه يحكمون ، وإلى سبيله يرشدون لا يوجبون عَلى الله قبول الشّفاعة ، ولا يتمنّون من الشفعاء إلاّ نفس الشّفاعة في ظاهرها لهم ، ويطلبون من الله قبول شفاعتهم في الباطن . وكون الرضا بالشّفاعة لأهل التّوحيد مسلّم لكنّ الإشكال في تخصيص الموحّدين بالوهّابية دون سائر المسلمين . وفي الاستدلال بهذه الآية لإثبات كون غيرهم مشركين دور واضح ؛ لتوقّف عدم الرّضا بالشّفاعة لهم عَلى كونهم غير موحّدين ، وتوقّف كونهم كذلِك عَلى كون استشفاعهم شركاً وهو
1 - سورة الأنبياء : الآية 28 .
84
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 84