نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 49
الله تعالى بالتعلّق والكفر بما يعبدون دونه » ، معلّلاً بقولهم : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ) لا يستحقون الطعن عليهم فيما فهموا من قوله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ فإنّ استفادتهم هذا المعنى من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « قولوا إلا إله إلاّ الله » استفادة حسنة جداً ، وعدم قبولهم هذا المعنى بدليل قولهم : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ) دليل على شركهم الّذي أوجب حلّيّة قتلهم ونهبهم ، ونسبة الجهل إلى المسلمين - لهذا المعنى الّذي عرفه الكفّار الجهّال واعتقادهم كون المراد منه التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من معناها - نسبة كذب وفرية ، وقولهم باستحقاق الثواب بالتّلفّظ بها أمر خارج عن لزوم الاعتقاد بمعناها الّذي هو التّوحيد في تمام المقامات المذكورة . وكذا قوله : « والحاذق منهم يظنّ معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبّر الأمر إلاّ الله » كذب وفرية ؛ إذ الحذاق منهم يقول : لا مؤثّر في الوجود إلاّ الله بل يقول : كان الله ولم يكن معه شيء ، والعارف به لا يرى غير الله تعالى ويقول : هو الآن كما كان . وممّا ذكرنا من مجموع ما تقدّم علمت أنّ القائل لهذه الكلمات جعل الموحّد الحقيقيّ مشركاً والشرك الحقيقي توحيداً لزعمه بأنّ قول عابدي الأصنام : الله خالق السماوات والأرض مع قولهم : هؤلاء شفعاؤنا عند الله يجعلهم موحّدين ( 1 ) ، وكونهم مشركين
1 - في الأصل : موحّد ، والصحيح ما ذكرنا .
49
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 49