نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 47
ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجرةً أو قبراً أو جنّياً ، لم يريدوا أنّ الإله هو الخالق الرّزاق المدبّر ، فإنّهم يعلمون أنّ ذلك الله وحده كما قدّمت لك ، وإنّما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السّيد ، فأتاهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يدعوهم إلى كلمة التوحيد ؛ وهي لا إله إلاّ الله ، والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها ، والكفّار الجهّال يعلمون أنّ مراد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الكلمة إفراد الله تعالى بالتعلّق ، والكفر بما يعبدون دونه ، فإنّه ( صلى الله عليه وآله ) لما قال لهم : قولوا لا إله إلا الله قالوا : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب ) ( 1 ) . أقول : خلاصة مرامه بما يظهر من ظاهر كلامه أنّ الكفّار في زمن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كانوا مقرّين بأنّ الخالق الرازق المدبّر هو الله وحده ، وإنّما كانوا يقصدون من الآلهة الّتي كانوا يعبدونها كائناً ما كان الأُمور ، ومعنى لا إله إلاّ الله الّذي دعاهم ( صلى الله عليه وآله ) إليه هو ترك طلب هذه الأمور من هذه الآلهة وأَمَرَهم بطلب كلّ شيء من الله الّذي لا إله إلّا هو ، وهذا هو المراد من « لا إله إلّا الله » وكلمة التوحيد . لكن قد عرفت أنّ المشركين في زمن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لم يكونوا موحّدين مع إقرارهم بأنّ الله تعالى هو خالق السماوات والأرض ،
1 - سورة ص : الآية 5 .
47
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 47