نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 33
المذكور ، ويكون حقّاً لله محضاً ؛ لأن معنى كونه حقّاً لله أن يعتقد ذلك لله ، ولا يمكن ذلك بالنسبة إلى الله ؛ فإنّ الوساطة بين اثنين إنما تكون ( 1 ) بثالث ، فلا تكون الوساطة لله بين نفسه وعبده . والحاصل أنّ الاعتقاد بالوساطة ليس حقّاً لله ، فيكون عطف الاعتقاد على التقرّب وجعله حقّاً لله باطلاً . فإن قلت : كيف يتصوّر كون الشّفاعة لله وقد قال الله تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعاً ) ( 2 ) ؟ . قلت : معنى كون الشفاعة لله أنّ الشفاعة لا تكون ( 3 ) لأحد إلا بإذن من الله له ، والوساطة بهذا المعنى أيضاً حقّ له تعالى ، ونحن نقول به بمعنى أنّ الوساطة بين العبد وخالقه للمخلوق لا بدّ أن تكون بإذن منه تعالى ، وهي بهذا المعنى عين الشفاعة ومحض له تعالى فلا يجوز أن يجعل أحد واسطة عنده إلّا بإذنه ، فيكون مأذوناً في الوساطة والشفاعة ، فيكون الاستشفاع مأذوناً فيه ، بل مأموراً به لقوله تعالى لنبيّه : ( فأْذَنْ لمنْ شئْتَ منهم واستغفرْ لَهُمْ ) ( 4 ) وقوله تعالى : ( واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وللمُؤْمنينَ
1 - في النسختين : يكون والأنسب ما ذكرناه . 2 - سورة الزمر : الآية 44 . 3 - في الأصل : يكون ، والصحيح ما أثبتناه . 4 - سورة النور الآية 62 .
33
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 33